[img][/img]
كتب|عاصم وراق
كرة القدم صارت علماً وصناعة تدرس في الجامعات وتستعين بكل التخصصات لإنجاز المهمات
إنطلقت بالأمس.. وبالأمس فقط على ملعب إستاد الخرطوم تدريبات منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إستعداداً لمواجهة المنتخب الزامبي أو الرصاصات النحاسية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014م بالبرازيل ذلك بالطبع دون أداء المنتخب لمباريات دولية إعدادية إسوةً بنظرائه من المنتخبات الأفريقية الأخرى .. مواجهة المنتخب الزامبي المدجج بالنجوم والموشح بالذهب الأفريقي بعد أن جلس على صدارة المنتخبات الأفريقية عنوةً وإقتداراً في نهائيات بطولة الأمم الأفريقية التي إستضافتها غينيا الإستوائية والجابون مطلع العام الحالي.وبالنظر إلى إستعدادات المنتخبات الأفريقية الأخرى التي نشارك معها في هذه التصفيات فقد ظل المنتخب الزامبي نفسه منتظماً في معسكر إعدادي بجوهانسبيرج في جنوب أفريقيا قام الكابتن كالوشا بواليا رئيس الإتحاد الزامبي بنفسه بتنظيمه والترتيب له ودونكم المنتخب المصري أو منتخب الفراعنة الذي ظل في حالة إعداد ومباريات ودية شهدتها بلادنا منذ شهور بينما لم يحرك ذلك ساكناً في أنفس المسئولين عن ملف كرة القدم في بلادنا .لقد إنتظمت كل المنتخبات الأفريقية في معسكرات إعدادية منذ أكثر من إسبوعين وظلت في حالة مباريات إعدادية إستعداداً لهذه التصفيات بينما ظل منتخبنا في حالة بيات شتوي منذ اخر مباراة لعبها في نهائيات الأمم الأفريقية بغينيا الإستوائية والجابون في مطلع العام وهاهو منتخب بوتسوانا(الحمير المتوحشة) يؤدي مساء أمس الأول الأربعاء مباراة إعدادية أمام منتخب لوسوتو(ليكوينا أو التماسيح) ويغادر أمس الخميس إلى تركيا لمواجهة المنتخب العراقي إعدادياً يوم غد السبت في إستانبول التي سوف يبقى بها ليغادرمنها مباشرةً ويتوجه إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لمواجهة منتخبها يوم الثاني من يونيو المقبل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل.
سقنا هذه المقدمة حتى لا نظلم المدرب القدير محمد عبدالله مازدا ولاعبي منتخبنا الوطني ونحن نطالبهم بتحقيق نتائج لم نعمل على الإستعداد لها بالطريقة المثلى فالنجاح لا يتأتى بالأماني العذبة ولكن بالعمل الجاد وبالبذل والعطاء خارج وداخل الملعب والمعادلة هنا مختلة تماماً فالبذل خارج الملعب يعني التخطيط السليم وتنظيم المباريات الإعدادية المتدرجة حتى يصل اللاعبون إلى أعلى مستوياتهم وجاهزيتهم البدنية والذهنية والنفسية وهذا يتطلب بدوره توفير المال اللازم للمعسكرات والمباريات الإعدادية الدولية حيث أن المنتخبات التي نريد أن نلاعبها تطلب أموالاً نظير ذلك وعلى حسب تصنيفها ونحن لم نعمل لكل ذلك إذاً علينا إنتظار المعجزة مع علمنا بأن زمان المعجزات قد ولى إلى غير رجعة.
تعالوا نقرأ معاً التصريح التالي الذي أدلى به مهاجم توتنهام الإنجليزي وقائد منتخب توغو(الطيور الجارحه) إيمانويل إديبايور لراديو فرنسا يوم السبت الماضي في إعقاب رفضه الإنضمام لمنتخب بلاده بعد أن إختاره المدرب الفرنسي ديدير سيكس يوم الجمعة وأعلنه للإنضمام لقائمة المنتخب التي تضم 35 لاعباً للمشاركة معه في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية 2013م بجنوب أفريقيا وتلك المؤهلة لكأس العالم 2014م بالبرازيل.لقد قال إديبايور :«إذا كانت المشاركة فقط لإظهار الوطنية بإرتداء قميص المنتخب فأنا لن أشارك وهنا أنا لا أتحدث عن المال أو حوافز المباريات ولكنني أريد أن أشعر وأرى حماس ورغبة المسؤولين في دفع كرة القدم في بلادنا إلى الأمام ,وبهذه الرغبة وذاك الحماس تمكنا من التأهل لكأس العالم 2006م . ولكن اليوم ليس هنالك من يهتم بكرة القدم في بلادنا ولم يغير الإتحاد الرياضي لكرة القدم في توغو من سياساته وأضاف بأن الإتحاد الجديد يسير على نهج سلفه في ذات السوء. وإختتم حديثه بالقول:« أنا لم أعتزل اللعب الدولي وسوف أعود مجدداً للمشاركة مع المنتخب إذا تحسنت الأوضاع وعندما يريد منا الإتحاد اللعب من أجل تحقيق الإنتصارات .« وقد تأسف أديبايور على الهزيمة التي مني بها منتخب بلاده أمام نظيره الكيني في جولة الذهاب للتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية 2013م في نيروبي بهدفين مقابل هدف. هذا وسوف يبدأ منتخب توغو مبارياته في الجولة الثانية لتصفيات كأس العالم 2014م بمواجهة المنتخب الليبي في الثالث من يونيو المقبل ومن ثم يواجه منتخب جمهورية الكنغو الديمقراطية في العاشر منه وبعد ذلك يستضيف المنتخب الكيني يوم السابع عشر من ذات الشهر في جولة الإياب للتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية 2013م .
رفض أديبايور الإنضمام لمنتخب بلاده لشعوره بعدم جدية الإتحاد في الإستعداد للتصفيات ولأنه يدرك سلفاً أنه لا طائل من المشاركة إذا كانت فقط من أجل المشاركة ولكن يجب أن تكون المشاركة في البطولات من أجل تحقيق الإنتصارات .. وما يحدث عندنا لا يختلف عن ما يحدث في توغو فكيف لنا أن نلقي بأبنائنا في معارك قبل أن نزودهم بالأسلحة والأدوات اللازمة وفي ذات الوقت نطالبهم بتحقيق الإنتصارات فهذا ليس من الموضوعية والعدل لأن حالهم يكون مثل من ألقي في اليم مكتوفاً وقيل له إياك ..إياك أن تبتل بالماء!!.
تحقيق النتائج والبطولات يحتاج وبالضرورة إلى عمل فالرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص صارت صناعة وعلماً يدرس في قاعات الدرس بالجامعات والمعاهد العليا بل تستعين الأندية والمنتخبات بكبار الإختصاصيين في مجال علم النفس لمساعدة اللاعبين في تحقيق النتائج المرجوة فقد توج نادي تشيلسي الإنجليزي بلقب بطولة الأندية الأوربية بعد أن فاز في النهائي الحلم على بايرن ميونخ الألماني على أرضه ووسط جمهوره بركلات الحظ الترجيحية وقد أحرز تشيلسي الإنجليزي لقب دوري أبطال أوربا لأول مرة في تاريخه بفوزه على بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة 4-3 عقب التعادل بهدف لكل منهما في اللقاء النهائي للبطولة الذي أقيم مساء السبت الماضي على ملعب »أليانز أرينا« في ألمانيا.
تقدم بايرن ميونيخ عن طريق مهاجمه توماس مولر في الدقيقة 83 قبل أن يتعادل الايفواري ديديه دروجبا في الدقيقة 85 ، وأهدر الهولندي روبن ضربة جزاء للبايرن في الوقت الإضافي قبل أن يلجأ الفريقان لضربات الترجيح.
أحرز لتشيلسي لامبارد ودروجبا ودافيد لويز وأشلي كول بينما أهدر خوان ماتا وأحرز للبايرن الحارس نوير ولام وجوميز وأهدر المايسترو باستن شفاينستيجر وأوليتش.
ولكن كيف عاد تشيلسي لأجواء المباراة قبل دقائق فقط لنهايتها وقد كانت المباراة تسير نحو تتويج الباريرن باللقب عندما إرتكب دروجبا مخالفةً داخل منطقة الجزاء لم يتوان حكم اللقاء في إحتسابها في الزمن القاتل ليتصدى لها الهولندي روبن وهنا جاء دور علم النفس الرياضي حيث أوعز طبيب نادي تشيلسي للاعب أوبي ميكيل للذهاب والتحدث مع الهولندي روبن قبل تنفيذه لركلة الجزاء وقد ذهب ميكيل بالفعل إلى روبن وقال له أن حارس تشيلسي بيتر تشيك يعرف الزاوية التي سوف تسدد فيها الكرة وسوف يتصدى لها وهذا ما قد حدث بالفعل حيث تمكن تشيك من حماية مرماه وإعادة فريقه إلى أجواء المباراة مرة أخرى وهو ما قد صرح به لاعب تشيلسي الإنجليزي لوسائل الإعلام عقب إنتهاء المباراة وتتويج نادية باللقب الأوربي الكبير.ولذلك على أنديتنا ومنتخباتنا الإهتمام بعلم النفس الرياضي الذي ثبتت فعلاً لا قولاً أهميته بالنسبة للاعبين فاللاعب يحتاج إلى جلسات مع الطبيب النفسي في حالتي الفوز والخساره وحتى أثناء تنفيذ ركلات الترجيج في المباريات الحساسة.
لن نلوم مازدا ولا لاعبي منتخبنا الوطني إذا خرج منتخبنا من التصفيات لأن اللوم يقع على عاتق إتحادنا الهمام الذي لم يقم بالدور المنوط به القيام به من تخطيط سليم وإعداد بطريقة مثلى لهذه التصفيات المهمة.