اجتناب الذنوب والمعاصي :
فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى ،
والأنس بذكره في ظلم الليل ، فليحذر الذنوب ،
فإنه لا يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي .
***************
قال الحسن : ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ، ونفقة المال ،
فقيل له : ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً ؟
؟ قال : لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره .
***************
قال رجل لإبراهيم بن أدهم :
إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟
فقال : لا تعصه بالنهار ، وهو يُقيمك بين يديه في الليل ،
فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ،
والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .
***************
وقال رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني أبِيت معافى ،
وأحب قيام الليل ، وأعِدّ طهوري ، فما بالي لا أقوم ؟
فقال الحسن : ذنوبك قيدتْك .
***************
وقال رحمه الله : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل ، وصيام النهار .
***************
وقال الفضيل بن عياض :
إذا لم تقدر على قيام الليل ، وصيام النهار ،
فأعلم أنك محروم مكبّل ، كبلتك خطيئتك .
***************
وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله تعالى ،
وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ،
وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ،
ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش .
***************
ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ، وسمات النفوس الكبيرة ،
وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى :
( أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) . [ الزمر 9 ]